كتب محمدالعوض
إن الزرع لا ينبت إلا بالماء ولاينمو ولايكبر إلا بالعناية والرعاية فإن أطفالنا هم أكبر ثمرة يجنيها الإنسان طوال حياته فإن الأطفال زرعا جميل بين الأب والأم يبقيان طول عمرهما يحافظان على هذا الزرع الجميل حتى يتم نضجه ولكن كل شخص يرعى زرعه كيفما يشاء وبالطريقة التى تناسبه وبقدر المتاح له من إمنكانيات فلذلك وجب على الأم والأب أن يكونا يدا واحده وعونا لبعضهما البعض لأن الإنسان لأيحب أى شخص أكثر من أبنائه وإذا أراد أن يكون هناك أحد أفضل منه فلا يحب ذلك إلا لأبنائه وهناك عدة أشياء مهمة جدا لابد أن يراعيها الولدين جيدا ومنها أن الأبن يتأثر كثيرا بشخصية أبيه داخل وخارج المنزل ويراقبه جيدا وربما يحاول مرارا وتكرارا أن يقلد والدة وكذلك الإبنة تنظر إلى والدتها وتتأثر بكل أفعالها وماتقوم به الأم وربما تصبح نسخة من أمها وقد ذكر الرسول الكريم فى أحد الإحاديث النبوبية الشريفة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) فلذلك وقبل كل شيئ وجب على الزوج أن يختار الزوجة الصالحة والتى لها أصلا ونسب طيب وعريق لأن للإبن حقا أصيلا على أبيه وهو أن يختار له أم مسلمة صالحة ذات أصلا طيب ونسب صالح وعليه أيضا أن يختار له إسما جميل لائق به وبذلك تكون البداية الصحيحة لزرعا مبارك يؤتى طيب أكله وحسن ثمره ولكن تلك الزرع يمر بمراحل تربية تروى بعرق الأيام وتعب الليالى وبذل كل غالى ونفيس حتى يرى الوالدين زرعهما يانع و نضرولكن لابد من مراعاة هذا الزرع جيدا فلابد أن يباشر الوالدين أطفالهما بكل دقة وعناية كأن يهتما بشئونهم وأن يزرعا دائما فى نفسه الثقة والصدق وأن يساهما معا فى بناء شخصية جيدة وطيبة فاهمة وواعيه مدركة لكل شيئا بفطنة وذكاء ثم عليهما مراقبته من بعيد والنظر فى أموره وفى أصدقائه ولابد من حرصهما على أن يصادق أويصاحب الطيب من الناس وأحاسنهم أخلاقا لأن الرسول الكريم قال ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) فإن التربية ليست بالأمر الهين فلابد أن يوفر الأب والأم البيئة الصحيحة والسليمة لأن أول بيئة يتأثر بها الطفل هو المنزل ثم المدرسة والمكان الذى يعيش فيها أو نوع البيئة الكبرى التى يحيى فيها فإن الطفل الذى يعيش فى المدينة غير الطفل الذى يعيش فى الريف غير الطفل الذى يعيش فى الصحراء فتلك البيئات مختلفة تمام كذلك أناسها مختلفون من حيث الطباع والعادات والتقاليد فلذلك يجب أن تتوفر البيئة الصالحة لإخراج أبناء صالحين قادرين على أحداث تغيير حقيقى لأى ظروف سيئة تواجههم فى حياتهم وبذلك يكون الأب والأم يكونا قد أديى رسالتهما فى الحياة على أكمل وجه ويكون أولادهما مددا لهما